(ملخص بحث)
الأحرف
السبعة وعلاقتها بالقراءات
إعداد
د
/ أحمد إمام عبد العزيز عبيد
مدرس التفسير وعلوم
القرآن
كلية أصول الدين بطنطا
جامعة الأزهر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين.
أما بعد
فإن هذا هو أول بحث أشرف بتقديمه لينشر
في حولية كلية التربية – جامعة كفر الشيخ
أسباب اختياري
لهذا البحث .
وقع اختياري على هذا البحث لعدة أمور :
1 – أنه يتعلق بالقرآن الكريم ونزوله
على سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم .
2 – أنه يتعلق بالقراءات القرآنية .
3 – أنه بحث طريف وشائق غير أنه مخيف
وشائك ، فهو كما قال الشيخ الزرقاني : " هذا مبحث طريف وشائق غير أنه مخيف وشائك
. أما طرافته وشوقه فلأنه يرينا مظهراً من مظاهر رحمة الله وتخفيفه على عباده وتيسيره
لكتابه على كافة القبائل العربية بل على جميع شعوب الأمة الإسلامية من كل جيل وقبيل
حتى ينطقوا به لينة ألسنتهم سهلة لهجاتهم برغم ما بينهم من اختلاف في اللغات وتنوع
في الخصائص والميزات . ومن طرافة هذا المبحث أيضاً أنك تشاهد فيه عرضاً عاماً لمنتجات
أفكار كثيرة وتشهد جيشاً جراراً من مذاهب وآراء كلها تحاول العمل لخدمة العلم وإظهار
الحق والدفاع عن عرين القرآن والإسلام . وأما مخافة هذا المبحث وشوكه فلأنه كثر فيه
القيل والقال إلى حد كاد يطمس أنوار الحقيقة حتى استعصى فهمه على بعض العلماء ولاذ
بالفرار منه وقال: إنه مشكل . وحتى اضطر جماعة من كبار المحققين أن يفردوه بالتأليف
قديما وحديثا ما بين العلامة المعروف بأبي شامة في القرن السابع الهجري والعلامة الشيخ
محمد بخيت في القرن الرابع عشر . أضف إلى ذلك أن الخطأ في هذا الباب قد يتخذ منه أعداء
الإسلام سبيلاً عوجاً إلى توجيه المطاعن الخبيثة إلى القرآن كما وقعت أو وقع علي كتاب
لمن يدعون أنفسهم مبشرين أسموه مباحث قرآنية وجعلوا موضوع الجزء الأول منه هل من تحريف
في الكتاب الشريف؟ وتصيدوا فيه من الآراء المزيفة ما الحق منه بريء {وَهَمُّوا بِمَا
لَمْ يَنَالُوا} " ( التوبة : 74 ) ( [1]
) .
4 - اختلاف العلماء كثيراً في بيان معنى
الأحرف السبعة ، حتى وصلت آراؤهم إلى ما يقرب من أربعين رأياً ؛
مما حدا بعض العلماء إلى أن يذهب إلى أن هذا الحديث من المشكل الذي لا يعلم تأويله
إلا الله ، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله – تعالى ، وبيان وجه الحق في هذه القضية .
منهج البحث
قمت في هذا البحث باستخدام المنهج الاستقرائي
التحليلي المقارن ، حيث قمت باستقراء الآراء المتعلقة بقضايا البحث ، ثم تحليل هذه
الآراء والمقارنة بينها وبين الآراء الأخرى للوصول إلى الصواب في هذه القضية .
وقد قمت بتتبع الخطوات الآتية :
1 – قمت بكتابة الآيات القرآنية بالرسم
العثماني مع التشكيل وعزو الآيات إلى سورها .
2 – قمت بتخريج الأحاديث النبوية من
مظانها مع ذكر حكم العلماء عليها ، أبدأ بالقدامى وإن لم أجد لجأت إلى المحدثين ،
فإن لم أجد لها حكماً اجتهدت في الحكم عليها .
4 – قمت بتخريج الأحاديث بالكتاب والباب
، ثم رقم الحديث ، ثم الجزء والصفحة .
5 – إذا كان الحديث في البخاري ومسلم أو
أحدهما اكتفيت به ، وإذا كان في غيرهما ذكرت تخريجه من كتب الحديث التي قدرت على
تخريجه منها ، مبتدأً بالصحاح ، ثم كتب السنة الستة ، ثم المعاجم ، ثم المصنفات
وغيرها .
6 – قمت بعزو النصوص إلى قائليها من
كتبهم ، وإن لم أستطع عزوتها إلى كتب نقلت عنهم .
7 – إذا نقلت نصا من كتاب جعلته بين
علامتي تنصيص .
8 – إذا نقلت من كتاب رأياً من الآراء
أو نصاً بمعناه أشرت إليه في الهامش وبدأته بكلمة انظر .
10 – ذكرت في الهامش اسم المرجع والمؤلف
، ثم الجزء والصفحة ، وتركت ذكر تفاصيل المرجع إلى آخر البحث عند ذكر المراجع .
11 – إذا قلت : قال فلان اكتفيت في
الهامش بذكر اسم المرجع والجزء والصفحة .
هيكل البحث
قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتسعة مباحث
وخاتمة
أما المقدمة فقد تناولت الحديث فيها عن
أسباب اختيار البحث ومنهجه وهيكله .
وأما المباحث فهي كالآتي :
المبحث الاول : بعض أحاديث نزول القرآن
على سبعة أحرف .
المبحث الثاني : ما يستفاد من هذه
الأحاديث .
المبحث الثالث : معنى الأحرف السبعة .
المبحث الرابع : عدد هذه الأحرف .
المبحث الخامس : اختلاف العلماء في المراد
من الأحرف السبعة .
المبحث السادس : الرأي الراجح في المراد
من الأحرف السبعة .
المبحث السابع : مصدر الأحرف السبعة .
المبحث الثامن : بقاء الأحرف السبعة .
المبحث التاسع : العلاقة بين الأحرف
السبعة والقراءات القرآنية .
وأما الخاتمة فقد تناولت فيها الحديث عن
أهم نتائج البحث .
ثم ذيلت البحث بفهرس للمصادر والمراجع
رتبته أبجدياً ذاكراً اسم الكتاب أولا ، ثم المؤلف ، ثم المحقق ، ثم دار النشر
ورقم الطبعة وتاريخها .
ثم آخراً فهرس الموضوعات .
والله أسأل أن أكون قد وفقت في هذا
البحث ، وأن يهديني لما اختُلف فيه من الحق بإذنه ، إنه ولىُّ ذلك والقادر عليه ، وأن
يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة ، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ، وصل
اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أهم نتائج البحث:
بعد البحث في هذا الموضوع الشائك الخطير
، والذي كثر فيه القيل والقال ، تبين لي ما يلي :
أولاً :
أن نزول القرآن على سبعة أحرف ثابت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما لا
يدع مجالاً للشك فيه ، حتى أن بعض العلماء قد ذهب إلى تواتر هذا الحديث .
ثانياً :
أن كثرة الأقوال في معنى الأحرف السبعة لا يعني أنها من الأمور التي استأثر الله
تعال بعلمها وإنما هناك من هذه الأقوال ما هو راجح وما هو مرجوح وما هو ضعيف .
ثالثاً :
أن الرأي الراجح في معنى الأحرف السبعة هو أنها سبعة أوجه من وجوه التغاير
والاختلاف ، وذلك لاعتماده على الاستقراء التام لوجوه الاختلاف التي وقعت في
القرآن الكريم ، واعتماده على دلالة اللغة العربية .
رابعاً :
أن الأحرف السبعة نسخ منها في العرضة الاخيرة بعضها ، وأن البعض الذي لم ينسخ باق
في المصاحف حتى يومنا هذا ، وذلك خلافاً لمن زعم بأن الباقي منها حرف واحد .
خامساً :
أن العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات القرآنية هي علاقة السببية ، فنزول القرآن
على سبعة أحرف سبب لتعدد القراءات القرآنية ، وهذه الاخيرة مسببة عنه .