ملخص
بحث
بعض الشبهات المُثارة حول الآيات التي ذُكر فيها القتال في
القرآن الكريم
(عرض ونقد)
إعداد
د
/ أحمد إمام عبد العزيز عبيد
مدرس التفسير وعلوم
القرآن
كلية أصول الدين بطنطا
جامعة الأزهر
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا
بعد
فإن هذا هو خامس بحث
أَشْرف بتقديمه؛ ليُنشر في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ– جامعة الأزهر
الشريف.
أهمية الموضوع
وسبب اختياره
تبرز أهمية هذا الموضوع؛
من جهة تعلقه بجانب مهم جدًا، يتمثل في الدفاع عن القرآن الكريم، ضد شبهات أعداء
الإسلام، سواء من غير المسلمين أو من بعض من ينتسبون لهذا الدين الحنيف، وهذا
الموضوع من الأهمية بمكان؛ حيث أُثيرت الشبهات حوله قديمًا وحديثًا، وكلها نابعة
من الحقد الدفين على هذا الدين الذي فتح الله - تعالى - به العقول والقلوب قبل أن
يفتح به البلدان، وغرضها الرئيس بثُّ روح الكراهية في نفوس غير المسلمين وروح
الخذلان في قلوب المسلمين؛ مما يؤدي إلى غايتهم العظمى، وهي صدُّ الناس عن الإسلام
والقضاء عليه؛ ولذلك استخرت الله – عز وجل – ثم استعنت به – تعالى – وعزمت على
الكتابة في هذا الموضوع.
منهج البحث
اتبعت في هذا البحث
المنهج الاستقرائي التحليلي النقدي؛ حيث قمت بتتبع بعض الشبهات التي أُثيرت حول
الآيات التي ذكر فيها القتال في القرآن الكريم، ودراستها، وتحليلها، ثم نقدها
نقدًا موضوعيًا وبيان زيفها وبطلانها، ببيان معارضتها للقرآن الكريم والسنة النبوية،
وكذا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، وصحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان
رضي الله عنهم أجمعين، ثم أتبعت ذلك ببيان تفسير إجمالي لهذه الآيات.
هيكل البحث
قسمت هذا البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وفصلين،
وخاتمة:
أما المقدمة فقد تناولت
الحديث فيها عن: سبب اختيار البحث، ومنهجه، وهيكله.
وأما التمهيد فقد تناولت فيه:
أولًا: تعريف الشبهات في
اللغة والاصطلاح.
ثانيًا: تعريف القتال والجهاد
لغة واصطلاحًا وبيان الفرق بينهما.
وأما الفصل الأول فبعنوان: بعض الشبهات المتعلقة بالآيات التي
ذُكر فيها القتال في القرآن الكريم (عرض ونقد).
ويحتوي على خمسة
مباحث:
المبحث الأول: عرض بعض الشبهات المتعلقة بالآيات التي ذُكر فيها القتال في
القرآن الكريم.
المبحث الثاني: الرد على
هذه الشبهات من خلال القرآن الكريم.
المبحث الثالث: الرد على
هذه الشبهات من خلال السنة والسيرة النبوية المطهرة.
المبحث الرابع: الرد على
هذه الشبهات ببيان بعض البلاد التي دخل أهلها الإسلام دون قتال.
المبحث الخامس: الرد على
هذه الشبهات من خلال بعض شهادات المنصفين من المستشرقين.
وأما الفصل الثاني فبعنوان: تفسير الآيات التي ذُكر فيها
القتال.
ويحتوي على ستة
مباحث:
المبحث الأول: آيات قرآنية تقيد القتال بحال الدفاع ورد الاعتداء.
المبحث الثاني: آيات تأمر بالقتال بصيغة العموم دون تقييد.
المبحث الثالث: آيات نزلت في أُناس مخصوصة.
المبحث الرابع: آية خاصة بقتال البغاة من المسلمين.
المبحث الخامس: أحاديث ذُكر فيها القتال.
المبحث السادس: استنتاج واستنباط مما سبق.
وأما الخاتمة فقد تناولت
فيها الحديث عن أهم
نتائج البحث، والاقتراحات.
ثم ذيّلت البحث بفهرس
للمصادر والمراجع، رتبته أبجدياً، ذاكرًا
اسم الكتاب أولًا، ثم المؤلف، ثم المحقق إن وجد، ثم دار النشر، ثم رقم الطبعة
وتاريخها.
ثم آخرًا فهرس الموضوعات.
والله أسأل أن أكون قد
وفقت في هذا البحث، وأن يهديني لما اختُلف فيه من الحق بإذنه، إنه ولىُّ ذلك
والقادر عليه، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، وآخر دعواي أن الحمد لله رب
العالمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أهم
نتائج البحث
أولًا: إن التعصب ضد الإسلام والرغبة في صد الناس عنه هي
الدافع الأساسي لإثارة مثل هذه الشبهات.
ثانيًا: كما يوجد علماء من غير المسلمين متعصبون يتجنون على
الإسلام يوجد كذلك علماء منصفون يقرون بالحق ويشهدون شهادة العدل والإنصاف.
ثالثًا: كل ما أورده اعداء الإسلام من شبهات حول هذا الموضوع
لا يثبت أمام النظر والتمحيص، ويكذبه القرآن والسنة والتاريخ والواقع.
رابعًا: الجهاد في الإسلام قسمين قسم دفاعي لحماية الدين
والدفاع عن الأوطان، وهذا من المجمع عليه بين كافة الشعوب والدول، وقسم لإزالة
العوائق أمام الدعوة إلى الله تعالى وتيسير السبل لسماع الناس ما جاء عن الله
تعالى حتى يختاروا ما يريدون وحتى تُقام عليهم الحجة.
خامسًا: أن أغلب الشبه توجه للقسم الثاني (الجهاد لإزالة
العوائق أمام الدعوة إلى الله تعالى) ظنًا منهم أن في ذلك إجبارًا على الدخول في
الإسلام وشتان بين هذا وذاك.
سادسًا: أن الإسلام دين يدعو للفكر والنظر ولا يدعو إلى العنف
والإجبار بأي حال من الأحوال.
أما أهم الاقتراحات فهي:
أولًا: إنشاء مؤسسات رسمية تابعة للأزهر الشريف، تكون مهمتها
الرد على ما يُثار من شبهات.
ثانيًا: توعية المسلمين بخطورة الشبهات التي تُثار حول
الإسلام، وتوجيههم إلى ردها إلى الراسخين في العلم، وعدم الاغترار بها.
ثالثًا: إتاحة الفرصة للرد على الشبهات في وسائل الإعلام
المختلفة.
رابعًا: نشر سماحة الإسلام بشتى الطرق المتنوعة، ومواجهة الفكر
المنحرف.