(ملخص
بحث)
صفات عباد الرحمن
كما تصورها سورة الفرقان
إعداد
د
/ أحمد إمام عبد العزيز عبيد
مدرس التفسير وعلوم
القرآن
كلية أصول الدين بطنطا
جامعة الأزهر
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد ، وعلى آله
وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فإن هذا هو ثاني بحث
أشرف بتقديمه ؛ ليُنشر في حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق –
جامعة الأزهر .
أسباب اختياري
لهذا البحث
وقع اختياري على هذا
البحث ؛ لأنه يتعلق بتفسير آيات مهمة من سورة الفرقان ، تبين صفات عباد الرحمن ، التي
بها استحقوا دخول أعلى الجنان ، فكانت هذه محاولة مني لإلقاء الضوء على هذه الصفات
المهمة ، التي يجب على الأمة الإسلامية جمعاء التحلي بها ؛ حتى تصل إلى ما وصل
إليه أصحابها .
منهج البحث
اتبعت في هذا البحث
المنهج الاستقرائي التحليلي ، حيث قمت بدراسة صفات عباد الرحمن وتحليلها ، مستعيناً
بالقرآن ، والسنة ، وأقوال الصحابة والتابعين ، مع ذكر المناسبات بين الآيات ، والقراءات
، وبعض الأمور التي ذكرها المفسرون التي تتعلق بالآيات .
هيكل البحث
قسمت هذا البحث إلى
مقدمة ، وثمانية مباحث ، وخاتمة :
أما المقدمة فقد
تناولت الحديث فيها عن أسباب اختيار البحث ، ومنهجه ، وهيكله .
وأما المباحث فهي
كالآتي :
المبحث الأول : بين
يدي سورة الفرقان .
المبحث الثاني :
الصفتان : الأولى ، والثانية لعباد الرحمن .
المبحث الثالث :
الصفة الثالثة لعباد الرحمن .
المبحث الرابع :
الصفة الرابعة لعباد الرحمن .
المبحث الخامس :
الصفة الخامسة لعباد الرحمن .
المبحث السادس :
الصفات : السادسة ، والسابعة ، والثامنة لعباد الرحمن .
المبحث السابع :
الصفات : التاسعة ، والعاشرة ، والحادية عشرة لعباد الرحمن .
المبحث الثامن : الجزاء
الذي أعده الله تعالى لمن اتصف بهذه الصفات .
وأما الخاتمة فقد
تناولت فيها الحديث عن أهم نتائج البحث .
ثم ذيلت البحث بفهرس
للمصادر والمراجع ، رتبته أبجدياً ، ذاكراً اسم الكتاب أولاً ، ثم المؤلف ، ثم
المحقق ، ثم دار النشر ، ثم رقم الطبعة وتاريخها .
ثم آخراً فهرس
الموضوعات .
والله أسأل أن أكون
قد وفقت في هذا البحث ، وأن يهديني لما اختُلف فيه من الحق بإذنه ، إنه ولىُّ ذلك
والقادر عليه ، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة ، وآخر دعواي أن الحمد لله
رب العالمين ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أهم نتائج البحث:
بعد أن طُفت في رحاب أواخر سورة
الفرقان ، وقطفت من رياحينها ، وشممت عطر
أزهارها ، وبعد تناولي لهذه الآيات التي تصف عباد الرحمن ، ومحاولتي المتواضعة
لإلقاء الضوء على تلك الصفات ، التي استحق بها هؤلاء دخول أعلى الجنان ، خلصت إلى
بعض النتائج الآتية :
أولاً
: أن دين الإسلام ، الذي
ارتضاه الله تعالى للعالمين ، وختم به الرسالات السماوية ، قد دعا إلى الفضائل
والأخلاق الحسنة ، وحذر من الرذائل والأخلاق القبيحة .
ثانياً
: أن القرآن والسنة ،
وهما دستور هذه الأمة ، قد تنوعت أساليبهما في الدعوة إلى التحلي بالأخلاق
والفضائل .
ثالثاً
: أن الأمة الإسلامية لو
امتثلت لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية ، لتغير حالها كثيراً ، ولأفاقت من
رقادها ، وسادت العالم كله ، كما كانت قبل ذلك .
رابعاً
: أن المسلمين لو طبقوا
ما في القرآن والسنة عملياً ، بعد معرفته نظرياً ، لأصبحوا خير دعاة لدين الله عز
وجل ، ولانتشر الإسلام في ربوع الأرض كلها ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، كما
فعل سلفنا الصالح عليهم رضوان الله ، وقديماً قيل : فعل رجل في ألف رجل أبلغ من
قول ألف رجل في رجل .
خامساً
: أن الجزاء من جنس العمل
، فقد جاهد عباد الرحمن أنفسهم أشد المجاهدة حتى يتحلوا بهذه الصفات ، فاستحقوا
بذلك أن يدخلوا الجنة ، وأن يكونوا في أعلى درجاتها .
سادساً
: لابد للمسلم أن يكون
عالي الهمة ، وألا يقنع باليسير ، بل يطلب العُلا من الجنة ، ويسلك في تحقيق ذلك
كل السُّبُل ، حتى يصل إلى غايته المنشودة ، وأن يكون شأنه كذلك في كل حياته
وأموره الدنيوية والأُخروية ، تطبيقاً لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرج الإمام البخاري
قال : حدثنا يحيى بن صَالِحٍ حدثنا فُلَيْحٌ عن هِلَالِ بن عَلِيٍّ عن عَطَاءِ بن
يَسَارٍ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قال : قال رسول اللَّهِ e : " من آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ
وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كان حَقًّا على اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ
الْجَنَّةَ جَاهَدَ في سَبِيلِ اللَّهِ أو جَلَسَ في أَرْضِهِ التي وُلِدَ فيها ، فَقَالُوا
: يا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ الناس ؟ قال : إِنَّ في الْجَنَّةِ
مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ ، ما بين
الدَّرَجَتَيْنِ كما بين السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ
فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ؛ فإنه أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ
أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " قال
محمد بن فُلَيْحٍ عن أبيه : وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن ( [1]
) .