ملخص بحثي صفات عباد الرحمن كما تصورها سورة الفرقان (دراسة موضوعية) وقد تم نشره بمجلة الدراية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق - أ.د.م/ أحمد إمام عبد العزيز عبيد

الأحد، 7 نوفمبر 2021

ملخص بحثي صفات عباد الرحمن كما تصورها سورة الفرقان (دراسة موضوعية) وقد تم نشره بمجلة الدراية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق

 



 

(ملخص بحث)

 صفات عباد الرحمن

 كما تصورها سورة الفرقان

 

إعداد

 

د / أحمد إمام عبد العزيز عبيد

 

مدرس التفسير وعلوم القرآن

كلية أصول الدين بطنطا

جامعة الأزهر

 

 

 

 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فإن هذا هو ثاني بحث أشرف بتقديمه ؛ ليُنشر في حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق – جامعة الأزهر .

 

أسباب اختياري لهذا البحث

 

وقع اختياري على هذا البحث ؛ لأنه يتعلق بتفسير آيات مهمة من سورة الفرقان ، تبين صفات عباد الرحمن ، التي بها استحقوا دخول أعلى الجنان ، فكانت هذه محاولة مني لإلقاء الضوء على هذه الصفات المهمة ، التي يجب على الأمة الإسلامية جمعاء التحلي بها ؛ حتى تصل إلى ما وصل إليه  أصحابها .

 

منهج البحث

 

اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي ، حيث قمت بدراسة صفات عباد الرحمن وتحليلها ، مستعيناً بالقرآن ، والسنة ، وأقوال الصحابة والتابعين ، مع ذكر المناسبات بين الآيات ، والقراءات ، وبعض الأمور التي ذكرها المفسرون التي تتعلق بالآيات .

هيكل البحث

 

قسمت هذا البحث إلى مقدمة ، وثمانية مباحث ، وخاتمة :

أما المقدمة فقد تناولت الحديث فيها عن أسباب اختيار البحث ، ومنهجه ، وهيكله .

وأما المباحث فهي كالآتي :

المبحث الأول : بين يدي سورة الفرقان .

المبحث الثاني : الصفتان : الأولى ، والثانية لعباد الرحمن .

المبحث الثالث : الصفة الثالثة لعباد الرحمن .

المبحث الرابع : الصفة الرابعة لعباد الرحمن .

المبحث الخامس : الصفة الخامسة لعباد الرحمن .

المبحث السادس : الصفات : السادسة ، والسابعة ، والثامنة لعباد الرحمن .

المبحث السابع : الصفات : التاسعة ، والعاشرة ، والحادية عشرة لعباد الرحمن .

المبحث الثامن : الجزاء الذي أعده الله تعالى لمن اتصف بهذه الصفات .

وأما الخاتمة فقد تناولت فيها الحديث عن أهم نتائج البحث .

ثم ذيلت البحث بفهرس للمصادر والمراجع ، رتبته أبجدياً ، ذاكراً اسم الكتاب أولاً ، ثم المؤلف ، ثم المحقق ، ثم دار النشر ، ثم رقم الطبعة وتاريخها .

ثم آخراً فهرس الموضوعات .

 

والله أسأل أن أكون قد وفقت في هذا البحث ، وأن يهديني لما اختُلف فيه من الحق بإذنه ، إنه ولىُّ ذلك والقادر عليه ، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة ، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

أهم نتائج البحث:

بعد أن طُفت في رحاب أواخر سورة الفرقان ، وقطفت من رياحينها ،  وشممت عطر أزهارها ، وبعد تناولي لهذه الآيات التي تصف عباد الرحمن ، ومحاولتي المتواضعة لإلقاء الضوء على تلك الصفات ، التي استحق بها هؤلاء دخول أعلى الجنان ، خلصت إلى بعض النتائج الآتية :

أولاً : أن دين الإسلام ، الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين ، وختم به الرسالات السماوية ، قد دعا إلى الفضائل والأخلاق الحسنة ، وحذر من الرذائل والأخلاق القبيحة .

ثانياً : أن القرآن والسنة ، وهما دستور هذه الأمة ، قد تنوعت أساليبهما في الدعوة إلى التحلي بالأخلاق والفضائل .

ثالثاً : أن الأمة الإسلامية لو امتثلت لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية ، لتغير حالها كثيراً ، ولأفاقت من رقادها ، وسادت العالم كله ، كما كانت قبل ذلك .

رابعاً : أن المسلمين لو طبقوا ما في القرآن والسنة عملياً ، بعد معرفته نظرياً ، لأصبحوا خير دعاة لدين الله عز وجل ، ولانتشر الإسلام في ربوع الأرض كلها ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، كما فعل سلفنا الصالح عليهم رضوان الله ، وقديماً قيل : فعل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل .

خامساً : أن الجزاء من جنس العمل ، فقد جاهد عباد الرحمن أنفسهم أشد المجاهدة حتى يتحلوا بهذه الصفات ، فاستحقوا بذلك أن يدخلوا الجنة ، وأن يكونوا في أعلى درجاتها .

سادساً : لابد للمسلم أن يكون عالي الهمة ، وألا يقنع باليسير ، بل يطلب العُلا من الجنة ، ويسلك في تحقيق ذلك كل السُّبُل ، حتى يصل إلى غايته المنشودة ، وأن يكون شأنه كذلك في كل حياته وأموره الدنيوية والأُخروية ، تطبيقاً لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرج الإمام البخاري قال : حدثنا يحيى بن صَالِحٍ حدثنا فُلَيْحٌ عن هِلَالِ بن عَلِيٍّ عن عَطَاءِ بن يَسَارٍ عن أبي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ e : " من آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كان حَقًّا على اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ في سَبِيلِ اللَّهِ أو جَلَسَ في أَرْضِهِ التي وُلِدَ فيها ، فَقَالُوا : يا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ الناس ؟ قال : إِنَّ في الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ ، ما بين الدَّرَجَتَيْنِ كما بين السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ؛ فإنه أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " قال محمد بن فُلَيْحٍ عن أبيه : وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن ( [1] ) .

 

 



( [1] ) صحيح البخاري – كتاب الجهاد والسير –  باب درجات المجاهدين في سبيل الله – حديث رقم      ( 2637 ) ج3 صـ 1028 .