الرزاق هو الله (٣) - أ.د.م/ أحمد إمام عبد العزيز عبيد

الاثنين، 9 مايو 2022

الرزاق هو الله (٣)

الرزاق هو الله

استكمالا لما نشرته قبل ذلك بخصوص هذا الموضوع صادفني حديث للنبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى ، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً ، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" ويؤيده قول الله عز وجل: (ومن يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا)
وهذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والسعي والضرب في الأرض وهو عين التوكل المذكور في الآية ويدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا" فقد قال: تغدوا أي تسعى على رزقها وتجتهد في طلبه وليعلم الجميع أن الله تعالى لم يخلق الإنسان للعبادة فقط كما صرح القرآن قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد من منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) وإنما للعبادة وعمارة الأرض والكون المشار إليها في قوله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) ويدل عليه أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها" ومع أنها لن يستفيد بها أحد فالقيامة تقوم ساعتها أمره صلى الله عليه وسلم بغرسها في الأرض وهذا مما يدل على أهمية العمل وعمارة الكون.

كتبه/ 
د. أحمد إمام عبد العزيز عبيد
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا