ملخص
بحث
متشابه
الصفات واختلاف العلماء فيه
إعداد
أ.د / أحمد إمام عبد العزيز عبيد
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد
كلية أصول الدين والدعوة بطنطا
جامعة الأزهر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما
بعد
فإن هذا هو سادس بحث أَشْرف بتقديمه؛ ليُنشر في حولية كلية الدراسات
الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ – جامعة الأزهر الشريف.
أهمية
الموضوع وسبب اختياره
تبرز أهمية هذا الموضوع؛ من جهة تعلقه بجانب مهم جدًا، يتمثل
في متشابه الصفات الذي يتفرع عن موضوع المحكم والمتشابه، وهو من مواضيع علوم
القرآن، وقد كان الخلاف في موضوع متشابه الصفات قديمًا جديدًا، لا يخلو منه عصر
ولا مصر، وكل يتمسك برأيه معتقدًا أنه الصواب دون غيره من الآراء؛ لذلك استخرت
الله – عز وجل – ثم استعنت به – تعالى – وعزمت على الكتابة في هذا الموضوع.
الدراسات
السابقة
1 – رد معاني الآيات المتشابهات إلى معاني الآيات المحكمات
للإمام أبي الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن البصري ابن اللبان.
2 – أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات
والمتشابهات لمرعي بن يوسف الكرمي المقدسي.
3 - قضية المحكم والمتشابه لمحمود عبد الرازق الرضواني.
4 - المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات لمحمد بن
عبد الرحمن المغراوي.
5 - المتشابه في القرآن الكريم دراسة تحليلية تفصيلية تطبيقية
لزياد عمر حمد محمود بوحليمة.
6 - تصحيح المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية
لعيسى بن عبد الله بن محمد مانع الحمير.
منهج
البحث
اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي؛ حيث قمت بتتبع
أقوال العلماء في متشابه الصفات، ودراستها، وتحليلها، والحكم عليها.
هيكل
البحث
قسمت هذا البحث إلى مقدمة،
وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة:
أما المقدمة فقد تناولت الحديث فيها عن: أهمية الموضوع وسبب
اختياره، ومنهج البحث، وهيكله.
وأما التمهيد فقد تناولت الحديث
فيه عن:
أولًا: تعريف المحكم والمتشابه.
ثانيًا: بيان المراد بمتشابه الصفات.
ثالثًا: الفرق بين الآيات التي تتحدث عن متشابه الصفات
والآيات التي يبدو من ظاهرها مشابهة الله تعالى للمخلوقين.
وأما الفصل الأول فبعنوان:
مذهب أهل السنة والجماعة في متشابه الصفات،
ويحتوي
على أربعة مباحث:
المبحث
الأول: مذهب السلف (المفوِّضة) في
متشابه الصفات.
المبحث
الثاني: مذهب الخلف (المؤوِّلة) في
متشابه الصفات.
المبحث
الثالث: مذهب المتوسطين بين
السلف والخلف في متشابه الصفات.
المبحث
الرابع: الرأي الراجح من آراء
أهل السنة والجماعة في متشابه الصفات.
وأما الفصل الثاني فبعنوان:
مذاهب بعض الفرق الأخرى في متشابه الصفات.
ويحتوي على مبحثين:
المبحث
الأول: مذهب المشبهة والمجسمة في
متشابه الصفات.
المبحث
الثاني: مذهب الإمام ابن تيمية في
متشابه الصفات.
وأما الفصل الثالث فبعنوان:
نماذج من بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن متشابه الصفات.
ويحتوي
على أربعة مباحث:
المبحث الأول: قوله تعالى ﱡﭐ ﱹ ﱺ
ﱻ ﱼ ﱠ (طه: 5).
المبحث الثاني: قوله تعالى ﱡﭐ ﱇ ﱈ
ﱉ ﱊﱋ ﱠ (الفتح: ١٠).
المبحث الثالث: قوله تعالى ﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ
ﱯ ﱠ (الرحمن: ٢٦ – ٢٧).
وأما الخاتمة فقد تناولت فيها الحديث عن أهم نتائج البحث.
ثم ذيّلت البحث بفهرس للمصادر والمراجع، رتبته أبجدياً، ذاكرًا
اسم الكتاب أولًا، ثم المؤلف، ثم المحقق إن وجد، ثم دار النشر، ثم رقم الطبعة
وتاريخها.
ثم
آخرًا فهرس الموضوعات.
والله أسأل أن أكون قد وفقت في هذا البحث، وأن يهديني لما اختُلف
فيه من الحق بإذنه، إنه ولىُّ ذلك والقادر عليه، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم
القيامة، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم.
أهم نتائج البحث:
1 – جاء في القرآن
الكريم آيات تصف القرآن بأنه محكم وآيات تصفه بأنه متشابه وآيات تبين أن بعضه محكم
وبعضه متشابه، ولا تعارض فهو محكم أي متقن، وهو متشابه أي يشبه بعضه بعضًا في
الإتقان وبعضه محكم أي واضح الدلالة وبعضه متشابه أي خفي الدلالة.
2 – اختلف العلماء
في قوله تعالى ﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ
ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ
ﲓﲔ
ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ
ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧﲨ ﲩ
ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲳ ﲴ ﲵ ﲶ
ﲷ ﲸ ﱠ (آل عمران: ٧). هل الواو في قوله (ﲩ) للاستئناف أو
للعطف؟ فعلى الأول الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله، وعلى الثاني يعلمون
تأويله، والراجح أن المتشابه ثلاثة أقسام: ما لا يستطيع أحد معرفته، وما يمكن لأي
أحد معرفته عن طريق البحث والدراسة، وما لا يمكن إلا للراسخين في العلم معرفته،
وعليهم يُحمل معنى الآية.
3 – هناك بعض
الآيات تحدثت عن صفات الله عز وجل، كالعلم والسمع والبصر، وهي واضحة لم يختلف فيها
العلماء، وهناك آيات أخرى تحدثت عن الله تعالى وظاهرها يفيد مشابهة الله تعالى
للحوادث ويقتضي كونه جسمًا، وهو ما يُطلق عليه متشابه الصفات.
4 – اختلف العلماء
في متشابه الصفات على مذاهب متعددة، منها:
أ – مذهب السلف
(المفوضة)
ب – مذهب الخلف
(المؤوِّلة)
ج – مذهب
المتوسطين بين السلف والخلف.
وهذه الثلاثة هي
مذهب أهل السنة والجماعة في متشابه الصفات.
د – مذهب المشبهة
والمجسمة (الإثبات مع التشبيه) وهو مذهب باطل لا يتفق مع كمال الله تعالى وجلالة تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.
هـ - مذهب الإمام
ابن تيمية (الإثبات مع عدم التشبيه)، وقد نسبه للسلف إلا أنه أخطأ رحمه الله تعالى
في فهم مذهب السلف، ورأيه هذا وإن كان خطًأ إلا أنه أخف وطأة من مذهب المشبهة
والمجسمة، لكنه وإن نفي التشبيه عن الله عز وجل إلا أن إثباته للصفات يفتح بابًا
للولوج إلى لُجَّة التشبيه.
5 - أن مذهب أهل السنة والجماعة بآرائه الثلاثة في
متشابه الصفات هو الصواب والأسلم وعلى المسلم أن يختار منها ما شاء ولا يُنكر على
من اتبع أحدها.
6 – من الممكن أن يُرجح رأي من الآراء الثلاثة لأهل السنة
والجماعة في بعض الآيات ويُرجح آخر في آيات أخرى.
7 – في بعض الآيات يكون الغرض الأساسي من الآية شيء آخر غير
ما اختلف فيه العلماء حيث يكون ذكره عرضًا وليس أساسًا في الآية.