تأملات في قول الله تعالى {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض.....إن الله كان عليما خبيرا} (النساء : ٣٢ - ٣٥) - أ.د.م/ أحمد إمام عبد العزيز عبيد

الاثنين، 31 يوليو 2023

تأملات في قول الله تعالى {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض.....إن الله كان عليما خبيرا} (النساء : ٣٢ - ٣٥)

تأملات في آيات

يقول الله تعالى { ولاتتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا  الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما * ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا * الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبير * وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبير} (النساء: ٣٢ - ٣٥)
وسألخص الحديث عنها في نقاط
١ - تبدأ الآيات بأمر من الله عزوجل لجميع المسلمين ألا يتمنوا ما فضل الله عز وجل به بعضهم على بعض وهذا عموم
٢ - ثم تقرر الآية مبدأ آخر وهو أن للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن 
٣ - ثم في ختام الآية يأمر الله تعالى الجميع بأن يسألوا الله عز وجل من فضله سواء أكان سرا أم جهرا فالله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم
٤ - ( ولكل جعلنا موالي ) أي: ورثة  ( مما ترك الوالدان والأقربون ) من تركة والديه وأقربيه من الميراث وفقا لعلم الله تعالى وإرادته وعدله في توزيع الميراث ثم يأمر بإعطاء كل وارث نصيبه وختمت الآية بقوله تعالى {إن الله كان عليا كبيراً}
٥ - ثم جاءت الآية التي تليها تبين أن الله سبحانه وتعالى قد فضل الرجال على النساء بالقوامة وذلك من شقين الشق الأول تفضيل الله عز وجل له والشق الثاني ما ينفقه الرجل على بيته وأولاده ولا يعني ذلك أنها سلطة مطلقة وعبودية للمرأة ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم  "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم" ( سنن أبي داود)  فكذا الزوج (الزوج والزوجة) لابد من أن يقود أحدهما سفينة العائلة ولابد أيضا من التشاور بين الزوجين قال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم {وشاورهم في الأمر} (آل عمران: ١٥٩) وقال مادحا المسلمين {وأمرهم شورى بينهم} (الشورى: ٣٨) وقد أشارت أم المؤمنين أم سلمة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حينما أمر الصحابة أن يحلقوا وينحروا فلم يفعلوا فدخل مغضبا إليها فقالت له اخرج فلا تكلم أحدا حتى تنحر وتحلق ففعل ففعلوا ( صحيح البخاري)
٦ - الآية بعد ذلك تبين صفات الزوجة الصالحة {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} ثم تبين علاج بوادر النشوز (عدم طاعة الزوجة لزوجها) وهو على الترتيب الوعظ ثم الهجر في المضجع ثم آخر الدواء الكي (الضرب) والمقصود من الضرب ما يكون بمثل السواك لا يكسر ضلعا ولا يترك أثراً والأفضل هو عدم اللجوء إليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يضرب لا تجدون أولئك خياركم (صحيح ابن حبان) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي (سنن الترمذي)
٧ - ثم تبين الآية التي تليها أنه إذا خفتم أن يحدث شقاق بين الزوج وزوجته فابعثوا حكمين أحدهما من قبل الزوج والآخر من قبل الزوجة .
٨ - تبين الآية أن الحكمين إن أرادا إصلاحا يوفق الله بينهما ويجوز أن يعود الضمير للزوجين أو لأهل الزوجين وقد يكون الكل مرادا
فإن كانت نية الحكمين أو الأهل من هنا وهناك أو الزوجين فإن الله يوفقهما ويرجعا إلى بعضهما وبيتهما 
٩ -  ثم ختام الآية المتوافق مع ما فيها {إن الله كان عليما خبيرا}
والله تعالى أعلى وأعلم

كتبه
د. أحمد إمام عبد العزيز عبيد
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد (المشارك) بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا
صباح الإثنين ٣١ / ٧ / ٢٠٢٣م.